أخبار عاجلة

حوار الأديبة والشاعرة المغربية فوزية القادرى لجريدة العالم الحر والكاتب الصحفى أحمد فتحى رزق

احجز مساحتك الاعلانية

13048092_110425009361730_8693209290451141325_o13048092_110425009361730_8693209290451141325_oحوار الأديبة والشاعرة المغربية فوزية القادرى لجريدة العالم الحر المصرية
والكاتب الصحفى أحمد فتحى رزق
أهلا ومرحبا بسفيرة الثقافة العربية فى كل مكان , ومرحبا بكم فى بلدكم الثانى مصر قلب العروبة .
وإلى الحوار :
س 1 : حياتكم مليئة بالسفر والترحال والقراءات المتعددة والكتابة , وأيضا الأعمال . كيف تنظر أوربا والغرب للعرب الأن فى خضم التداعيات الخطيرة التى تعيشها أمتنا العربية ؟
ج : السلام عليكم .
رغم انشغالي إلا أنني استطعت اغتنام بعض الوقت للإجابة.
هذه الأسئلة أعادت ذاكرتي إلى الوراء لعدة سنوات كما أدخلتني في الحاضر المعاش الذي سيتحول إلى ذكريات مع الأيام .
والآن سأدخل معمعة الإجابة على أسئلتكم القيمة بالترتيب .
السفر والترحال , رافقني منذ أن فارقت مدينتي “الناظور” إلى تطوان من اجل الدراسة الثانوية و استمر السفر إلى الآن وذلك من حسن حظي أنني بدأت مبكرا لأنني تعلمت الكثير من الفوائد : أولها القراءة بكثافة في المكتبة العامة التابعة لبلدية المدينة . أما ثانيها فهو بداية الكتابة وأنا في الثانوي ومشاركتي في الندوات الشعرية التي كانت تقام بمكتب فتح الفلسطيني .
والفائدة الأخيرة هي تعلم المراقبة التي انتقلت معي عند أول سفرياتي خارج بلدي .
كنت أراقب وأتحدث وأسأل إلا أن الأغلبية في ذلك الوقت لم تكن لهم فكرة عن بلداننا وكانوا يستغربون المتعلم منا لأن أغلبية المهاجرين في ذلك الوقت كانوا أميين وفلاحين فقط . أي أن المهاجرين كانوا الباحثين عن لقمة العيش . في ذلك الوقت كان الغرب ينظر إلى المهاجر نظرة شفقة وتعاطف . وبعد سنة 1973 ، أثناء الألعاب الاولمبية ، فوجئ بإعمال العنف العربي . ومنذ ذلك الوقت أصبحت التأشيرة ضرورية للدخول إلى أوروبا ما عدا اسبانيا .
أما اليوم , فنظرة أوروبا إلى العربي والمسلم , نظرة تخوف منذ إرهاب 2004 في اسبانيا . وبعد ثورات التخريب العربي وهجرة اللاجئين إلى أوروبا تغير الحال تماما وأصبحت تنظر إلى كل من ينتمي إلى الإسلام ، بغض النظر عن رأيه وميوله ، كإرهابي وخاصة بعد ضرب باريس ،منذ سنة ، وبروكسل ، منذ شهور، وأعمال الشغب والتحرش في ألمانيا في السنة الماضية .
فالمراقبة على العربي زادت كما حرمت بعض الدول فتح حسابات له خوفا من تسلل الأموال إليه بهدف الإرهاب .
الترحال , استفدت منه كثيرا لأنني أعيش داخل هذه المجتمعات وخاصة زواج ابني وأخي ببنات هذه البلدان . هذا ساعدني كثيرا على الدخول المباشر في مجتمعات أوروبا بكل عاداتها وتقاليدها وكذلك عملي في اسبانيا لأكثر من عقدين . المهم أن نظرة الغرب إلى العرب نظرة تخوف وشك وخاصة بعد الهجوم العربي على أوروبا طلبا لللجوء .
هذا الهجوم العربي , قسم الشعوب الأوروبية إلى قسمين وخاصة بعد أحداث فرنسا وبلجيكا وألمانيا .
التهديد من طرف اليمين المتطرف ، وعود بالطرد لكل من يشك فيه ، سحب بطاقات الإقامة لمن لا عمل له .
المجر أغلقت حدودها في وجهه والألمان يقومون كل أسبوع بمظاهرة ضدهم . أما النازيون فإنهم احرقوا حتى الآن أكثر من 500 مكان إيواء اللاجئين والتهديد المستمر للمزيد من الحرق .
رغم المصاعب التي يلقاها اللاجئ إلا انه لا زال يغامر بحياته عبر المتوسط في مراكب الموت من ليبيا ومصر .
أغلقت الأبواب على العرب للأسف ودخل الخوف على الذين كانوا في هدوء يعملون فقط من اجل لقمة العيش .
أما القراءة فأول آية نزلت على سيد الكون هي” اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق .اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم .علم الإنسان ما لم يعلم” ولذا قرأت لكل الجنسيات ابتداء من العربية إلى الإسرائيلية وحتى الصينية . ليس في الشعر والرواية فقط بل في السياسة بكل تقلباتها.
من كثرة القراءة يولد الفكر الذي يؤدي إلى خلق ودمج ما نقرأ ليخرج على شكل إبداع كتابي في كل مجال : أقصوصة ، قصة ،رواية ، شعر وسياسة .
السياسة هي آخر مراحل الإبداع لأنها الأصعب وتحتاج إلى نظرة ثاقبة وفكر واسع وثقافة تاريخية لكي يستطيع الكاتب السياسي تحليل الأحداث بشكل لا يدعو إلى الشك في النتيجة .
أما أعمالي فهي كثيرة جدا ومتنوعة إلا أنني لم أنشر حتى الآن سوى ثلاثة كتب . الأول رواية ،الثاني نصوص وشذرات ، والثالث في السياسة . وقد لا تمر أشهر وانشر كتابين أو ثلاثة إن شاء الله .
س 2 : بعد فشل العرب فى الوحدة والتضامن فى مختلف القضايا القومية المشتركة ومنها الإقتصادية , هل تجدى أية فائدة للجامعة العربية وهل ترى أهمية لهذا التعاون رغم الخلافات المتعددة بين الحكومات ؟
ج : قلتم بعد فشل العرب في الوحدة والتضامن في مختلف القضايا القومية المشتركة وخاصة الاقتصادية. وأنا أقول منذ متى اتفق العرب على شيء لكي يفشلوا ؟
العرب يا سيدي ، منذ تاريخهم ، لم يتفقوا على شيء . يجتمعون ، يتحدثون ، يوقعون على أوراق ، ثم يعودون إلى ديارهم وكأن شيئا لم يحدث . إنني أشبههم بالأطفال رغم أن هناك أطفالا يعرفون معنى الكلمة .
والمثل الحي على ما أقول هو توقيع سبعة عشر اتفاقية بين مصر والسعودية ، وخاصة اتفاقية النفط بثلاثة وعشرون مليار دولار لمدة خمس سنوات . تنصلت منها وتركت مصر في ضيق حتى عرضت عليها الجزائر وليبيا الأمر من حسن الحظ .
كل الاتفاقيات العربية مجرد حبر على ورق لأن العرب كالرمال لا يمكن جمعها إلا بالاسمنت .
أظن أن التعاون العربي لن يكون له وجود وهذا ليس بجديد بل له جذور منذ القدم .
إذا عدنا إلى التاريخ العربي ستجد ما يؤكد كلامي . العربي للأسف لا يثق في نفسه ولا في جنسه . دائما يميل إلى الغير ويعتمد عليه رغم علمه أن الغير لا يحب إلا مصلحته . وما نعيشه اليوم يؤكد ما نراه على ساحتنا .
أما الجامعة العربية فاني لا أرى جدوى لوجودها أصلا .
فهل قامت الجامعة العربية بإصلاح علاقة ما ؟ أو خلاف على شيء؟ أو تقريب وجهات النظر على شيء ؟
كل مرة ، منذ زمن وليس الآن ، نسمع عن اجتماعها لحل مشكل طفا على السطح إلا أن الأمور تظل على ما هي عليه .
من الأحسن أن لا يهدر المال على شيء غير مجدي من الأساس .
س 3 : تأثرت الحركة الأدبية عموما بعد ثورات الربيع العربى , ألا ترين ذلك فى صالح الإبداع والمبدعين ؟
ج : طبعا الحركة الأدبية تأثرت بثورة الربيع العربي ، أو التخريب العربي كما اسميها ، لأن المبدع يعيش وسط الأحداث ويتأثر بها أكثر من غيره .
الإنسان المبدع لا بد أن يتأثر بالأجواء المحيطة به .
لكل فترة وجه مختلف . فما نكتبه اليوم لم نكن نستطيع كتابته منذ عقدين مثلا .
ولا ننسى بأن الأدباء (شعراء ، روائيون ، قصاصون ) هم مرآة الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمر بها بلدانهم . لا بد أن يتأثروا بكل المراحل التي تسودها كما يتأثروا بكل ما يحصل في العالم بعد أن أصبح طبقا واحدا يستطيع الجميع مد يده لأخذ ما يريد .
هذا التأثر بهذه الفوارق والاختلافات جعلت الأغلبية من المبدعين يهتمون أكثر بالسياسة . كما أصبح المبدع العربي يعاني من التقسيمات التي حدثت مؤخرا : الدينية ، المذهبية ، الطائفية ، الاجتماعية ، والسياسية .
اليوم تعيش الساحة الأدبية العربية انتعاشا ثقافيا لأن أحداث الثورات جعلت المثقف أو المبدع يواكب المتغيرات التي حصلت ببلداننا وهو ليس ببعيد عن الأحداث ولذا يتأثر ، ينفعل ، ويكتب ما يراه مناسبا للحالة الراهنة .
على العموم فأحداث الربيع العربي كانت في صالح الإبداع بوجه عام .
س 4 : مشكلات المبدعين فى عالمنا العربى كثيرة ومنها عدم الإهتمام والتهميش , رغم الروابط الكثيرة والجمعيات الأدبية بل والإتحادات التى تعمل فى هذا المجال , هل يمكنكم نقل التجربة الغربية فى رعاية المبدعين وأخص بالذكر كنموذج أسبانيا الحالمة كما تحبى تسميتها دائما ؟
ج : أما مشاكل المبدعين العرب فهي كثيرة ومتنوعة .
أولها أن ليس هناك أي اهتمام للمبدع رغم كونه حامل شمعة التنوير العقلي . للأسف في وطننا العربي يهمش المبدع مما يجعله ، في بعض الأحيان ، يهجر قلمه لأنه لا يجد أية مساعدة لا من الدولة ولا من وزارة الثقافة ولا من السلطات المحلية ولا نشر إنتاجه لتحصينه ماديا أو معنويا على الأقل .
أما الروابط والجمعيات الأدبية والاتحادات التي تعمل في هذا المضمار فإنها مجرد لقاءات للمبدعين ينتهي أمرها بعد نهاية عملها .
ونحن نشاهد عدة مهرجانات في العالم العربي حيث يجتمع المبدعون لقراءة إنتاجهم وينتهي الآمر إلى لقاء آخر … لا مساعدة في النشر ولا يحزنون . وكثيرا ما تكون هذه اللقاءات لتكوين الشللية فقط . أما التكريم فيكون ، في اغلب الأحيان ، بالمحسوبية والمعرفة وليس لمستوى الإنتاج . أي أن التكريم يذهب إلى غير مستحقيه إلا نادرا حتى وان كان عمله ناجحا إلا انه لا يجد دعما ولا تكريما حتى يصل إلى نهايته حيث ، من المحتمل ، يكرم بعد مماته ليحصل أهله على ثمن جنازته .
أضف إلى ذلك أن العرب لا يقرؤون ولذا أفكر كثيرا وأقول لمن نكتب ؟ هل لأنفسنا ؟ حتى وان نشرنا أي كتاب نقوم بإهدائه إلى أصدقائنا وعائلتنا فقط .
أما هنا ، اسبانيا الحالمة ، فالأمر يختلف ولو أن جنوب اسبانيا لا زال بعيدا عن شمالها . ورغم ذلك فإنني قد حضرت جلسات ثقافية وكان كل المشاركين في أناقة الممثلين وذلك للدعم من وزارة الثقافة التي تقوم برعاية الموهوبين وتنشر لهم كتابا كل سنتين . كما تقوم بعض دور النشر بنشر إنتاجهم مجانا إذا كان في المستوى .
خلاصة الكلام هو أن نهتم بالثقافة بجميع أنواعها أما إذا ظل الحال على ما هو عليه فإننا لن نر إلا البؤس ، التخلف ، والبعد أكثر عن الفكر والإبداع وهما أساس تقدم الأمم . المبدع مرآة الشعوب . إليه ينظر الكل إلا أن مرآتنا ، للأسف ، مكسورة . لا يستطيع احد النظر إليها لأنها تعطينا صورة ذميمة . صورة يراها صاحبها ولا يراها غيره لأنها مشوهة .
س 5 : شاعرة , أديبة , ناقدة , زوجة وأم , سيدة أعمال , هل لنا أن ننقل تجربتك الشخصية والإبداعية للشباب العربى . حيث يكون هناك دائما شعار لكل مرحلة لا أمل واليأس متربص بنا ؟
ج : أنا لا ادخل نفسي في دائرة الشعر ولا اعتبر نفسي شاعرة بل اكتب بعض النصوص أو الشذرات التي يمكن أن تدخل في خانة الشعر فقط . أما كوني ناقدة فلا اعتقد إلا أن لدي نظرة ثاقبة في أي نص سواء كان شعرا أو نثرا فقط .
وكوني أما وزوجة وجدة فإنني كجميع النساء في هذا الأمر . أما في العمل فالأمر يختلف لأنني زاولت أعمالا كثيرة قبل أن أكون سيدة أعمال .
عملت في الصحافة والتعليم في بداية حياتي ووجدت أن الصحافة لا تكفيني لحياة أسبوع والتعليم لا رجاء فيه ولذا اتجهت إلى العمل الحر الذي أخذ من عمري خمسة عشر سنة .
لولا الأزمة المالية التي اكتسحت العالم سنة 2008 لما تركت التجارة . بسبب الأزمة تركت العمل واتجهت إلى حبي الدفين ” الكتابة ” بصفة رسمية بعد أن كنت اكتب لنفسي وبعض الجرائد فقط من حين لآخر .
تجربتي الشخصية كانت ثرية جدا وكان لدي طموح بلا حدود ولذا أطالب الشباب العربي بالعمل لأنه الأساس في تكوين شخصية الفرد . ليس فقط من اجل لقمة العيش بل لتحقيق طموحه ولا بد أن يكون له هدف للوصول إليه .
الهدف الذي اعنيه هنا هو الأمل .الأمل أو الأمنية تتحقق بالرغبة الصادقة والعمل من اجلها حتى يصل إلى الغاية المرجوة .
الأمل موجود فلولاه لما كنا في هذه الحياة أما اليأس والإحباط فلا بد أن نتغلب عليهما بالإرادة والعمل والنية الصادقة في هزمهما ونصرة الأمل .
س 6 : المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تستعد لخوض الإنتخابات لفترة رابعة , ألا ترين ذلك أقرب للثقافة العربية من حب السلطة والظهور وما مدى إنعكاس ذلك على الألمان العرب والمسلمين ؟
ج : أنجيلا ميركل … ما يكمن أن أصفها به هو أنها امرأة فريدة من نوعها .
أما استعدادها لخوض الانتخابات لفترة أخرى فلها الحق في ذلك لأن ما فعلته لبلدها لم يفعله إلا هلموت كول وادنهاور .
ويكفي أنها جعلت بلدها لم يشعر بالأزمة المالية التي اهتز لها العالم .
ميركل المرأة القوية في أوروبا مستقبلها على كف عفريت الآن . اغلب الأحزاب ينتقدون سياستها في فتح أبواب البلاد للاجئين وخاصة للعرب والمسلمين .
الجميع يقول بأن هؤلاء إرهابيون وما فعلوه في فرنسا وبلجيكا هو الدليل في رأيهم .
أما من اجل الظهور والسلطة فلا اعتقد لأن هؤلاء الناس فكرهم يختلف عن الفكر العربي.هم لا يهتمون بالمظاهر والقشور بل بالعمل ونتائجه فقط .
إذا فازت ، وان كنت لا اعتقد ، فلا أظن بان العرب أو المسلمين قد يتعرضون إلى شيء سوى إلى قوة المراقبة وخاصة المشكوك فيهم .
وإذا فشلت ، وهذا احتمال قوي ، وفاز حزب اليسار أو الحزب النازي فعلى العربي أو المسلم السلام لأقل هفوة . أما المشكوك فيهم أو الذي سيقوم بأية هفوة فإلى بلاده مباشرة ولو كان يحمل الجنسية الألمانية .
نظرة الألمان والغرب اليوم اختلفت تماما . بالأمس القريب كان العربي الأقرب إليهم من التركي ولكن بعد الإرهاب العربي انقلبت الآية وأصبح في خبر كان . الكل أصبح يطلب من ميركل بعدم استقبال أي لاجئ عربي وهناك انقسام في الشعب الألماني حول هؤلاء إلا أن الأغلبية لا تريدهم في بلادها . أصبحت ميركل تتعرض لضغوط قوية ولذا قلت بان فوزها في الانتخابات قد لا يحدث .
أريد أن أضيف شيئا إلى هذا الكلام حول العرب والمسلمين وهو أن الأغلبية الساحقة منهم يعتنق المسيحية خوفا من الطرد وللحصول على اللجوء وخاصة الإيرانيين ، السوريين ، وشمال إفريقيا .
كل هذا ولا احد يعرف نتيجة الغد .
س 7 : وجدنا حضرتكم تحبون الرياضة والسباحة والفروسية , أرى أن بعض نساء العرب لا يهتمون ذلك ولا يعرن بالا بزيادة الوزن , كيف ترين الأمر وبماذا النصح وفقا لظروف كل سيدة وفتاة ؟
ج : اهتم بالرياضة منذ صغري ولا زلت , وهي من الأدوية الطبيعية لصحة الإنسان عموما . هذا بالإضافة إلى المحافظة على ليونة الجسم والوزن مع الغذاء الصحي .
السباحة لأنني ولدت في مدينة ساحلية ودرست في أخرى ساحلية ولذا كان البحر حجي الدائم لمدة ستة أشهر في السنة ولا زلت إلى الآن أزاولها من فترة إلى أخرى في ألمانيا حيث اسكن في مدينة بلا بحر .
الفروسية هي عشقي كذلك وذلك منذ صغري إذ كنت اركب ، في باديتنا ، الحمير ومنها إلى الحصان بدون لجام . أما في شبابي فكنت اذهب إلى مراكز الخيول حيث اركب بالساعات ولا زلت أزاول هذه الهواية كلما سنحت لي الفرصة .
الرياضة في بلداننا العربية لا يهتم بها احد وخاصة النساء . الفكرة التي تستولي على الأغلبية هي العناية بنفسها قبل الزواج وبعده يهملن أنفسهن وخاصة بعد الولادة الأولى .
زيادة الوزن لا يلتفت إليها احد إذ أن السمينة ينظر إليها أكثر من الرقيقة وذلك لان الرجل العربي يفضل البدينة ولذا المرأة العربية لا تهتم بنفسها ولا بوزنها . المهم هو أن تحصل على الزوج وينتهي أمر الاعتناء بنفسها متناسية بان الرياضة دواء لعدة أمراض منها السكري والكولسترول والكسل .
ما أراه أنها عادة سيئة ولكن إذا عدنا إلى الواقع نجد أنهن على صواب لأن الوطن العربي يفتقر إلى أماكن الرياضة والحدائق التي يمكن أن تستوعب الآلاف لمزاولة المشي أو الجري على الأقل مجانا .
الموجود لدينا صالات رياضة بالمال ونحن نعرف بان ثلثي شعوب العرب تعيش بالكاد وكيف لها أن تدفع المال حال الفقر يصيب اغلب العرب بالإحباط ولذلك يبتعدون عن الرياضة . المرأة في المنزل والرجل في المقاهي ولن يصلا إلى الأربعين حتى نجد كل منهما قد تضاعف وزنه .
النصيحة الوحيدة للمرأة العربية هو أن تهتم بجمال جسمها لنفسها وان تقوم بتمارين رياضية في المنزل للتي تعذر عليها التوجه إلى صالات الرياضة .
وبما أن الحالة المادية قليلة ، كما نعرف ، فعلى الفتاة أن تزاول الرياضة في المنزل وتشجع أمها .
فالرياضة لمن لا يعرف ،
تترك الإنسان محتفظا بلياقته البدنية إلى آخر يوم في عمره .
رغم اقترابي من السبعين إلا أنني لا زلت في خفة العشرين وذلك لمزاولتي الرياضة ، بصفة رسمية ، منذ كنت طفلة في الخامسة عشر من عمري إلى الآن .
وفي الختام أظن بأنني استطعت الوصول إلى تحليل أسئلتكم والإجابة عليها بموضوعية وصدق .
كل ما اطلبه من الله هو أن يفتح عيوننا وقلوبنا لنعمل بجد حتى نصل إلى الطريق الذي يؤدي بنا إلى التقدم والازدهار لبلداننا لكي لا نعتمد على أحد وذلك لتحصين أنفسنا من كل شر يحاك ضدنا . كما أتمنى الاتحاد العربي في كل شيء العمل , الرياضة ، السياسة ، الدفاع والأمن , والعلم لنقف في وجه الطامعين فينا لأننا إذا بقينا في هذا الانقسام والتشرذم فالعواقب لن تكون سليمة على الإطلاق .
وفى نهاية حوارنا الممتع والطريف مع السيدة فوزية القادرى نأمل أن يسمح وقتكم بالمزيد ومرحبا بكم فى مصر الجميلة
تحياتى لحضرتك .
ج : أشكركم على هذا الحوار الشيق والثري وأتمنى أن تنال إعجابكم كلماتي .
أتمنى لكم ، صديقي العزيز، المزيد من التألق في العمل الصحفي وإجراء حوار مع بعض الرموز الأدبية الموجودة على الساحة وخاصة أنني بعيدة عن ذلك الجو المفعم بالإبداع . لكم شكري وامتناني .
أرجو أن ينال حديثي إعجابكم وإعجاب القراء إذا كان هناك قراء أصلا.
حوار أجراة : أحمد فتحى رزق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى